کد مطلب:145560 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:155

نهوض عمر بن سعد لقتال الامام الحسین
فأقبل شمر بن ذی الجوشن بكتاب عبیدالله بن زیاد الی عمر بن سعد لعنه الله، فلما قدم علیه و قرأه، قال له عمر: مالك ویلك! لا قرب الله دارك، و قبح الله ما قدمت به علی، والله؛ انی لأظنك نهیته عما كتبت به الیه، و أفسدت علینا أمرنا، قد كنا رجونا أن یصلح، لا یستسلم والله؛ حسین، و ان نفس أبیه لبین جنبیه.

فقال له شمر لعنه الله: أخبرنی ما أنت صانع؟ أتمضی لأمر أمیرك و تقاتل عدوه؟ و الا فخل بینی و بینه، و بین الجند و العسكر.

فقال: لا! و لا كرامة لك، و لكن أنا أتولی ذلك فدونك، فكن أنت علی الرجالة. [1] .

و فی «تظلم الزهراء علیهاالسلام» عن «المناقب»: و كان قد كتب لعمر لعنه الله منشورا بالری، فجعل یقول:



فوالله ما أدری و انی لحائر [2] .

أفكر فی أمری علی خطرین



ءأترك ملك الری و الری منیتی

أم أرجع مذموما بقتل حسین؟



ففی قتله النار التی لیس دونها

حجاب و ملك الری قرة عینی [3] .



و قد رأیت فی «مقتل أبی مخنف» من تمام ما قاله لعنه الله بعد الأبیات:



حسین ابن عمی و الحوادث جمة

لعمری ولی فی الری قرة عین



لعل اله العرش یغفر زلتی

و لو كنت فیها أظلم الثقلین






ألا انما الدنیا بخیر معجل

و ما عاقل باع الوجود بدین



یقولون: ان الله خالق جنة

و نار و تعذیب و غل یدین



فان صدقوا فیما یقولون اننی

أتوب الی الرحمان من سببین



و ان كذبوا فزنا بری عظیمة

و ملك عقیم [4] دائم الحجلین



و انی سأختار التی لیس دونها

حجاب و تعذیب و غل یدین [5] .



قال المفید رحمه الله: و نهض ابن سعد لعنه الله الی الحسین علیه السلام عشیة الخمیس لتسع مضین من المحرم، و جاء شمر لعنه الله حتی وقف علی أصحاب الحسین علیه السلام و قال: أین بنو أختنا [6] ؟

فخرج [الیه] جعفر و العباس و [عبدالله و] عثمان بنو علی علیهم السلام فقالوا: ما ترید؟

فقال: أنتم یا بنی أختی آمنون.

فقال الفتیة [7] : لعنك الله، و لعن أمانك، أتؤمننا و ابن رسول الله لا أمان له [8] ؟

و فی روایة السید رحمه الله: فناداه العباس بن علی علیه السلام: تبت یداك، و لعن ما جئت به من أمانك یا عدو الله! أتأمرنا أن نترك أخانا و سیدنا الحسین بن علی علیهماالسلام [9] و ندخل فی طاعة اللعناء و أولاد اللعناء؟


فرجع الشمر الی عسكره مغضبا [10] .

ثم قال المفید صلی الله علیه و آله و سلم: ثم نادی عمر: یا خیل الله!! اركبی، و بالجنة أبشری!! فركب الناس، ثم زحف نحوهم بعد العصر.

و الحسین علیه السلام جالس أمام بیته محتبی بسیفه، اذ خفق برأسه علی ركبتیه، و سمعت أخته الصیحة، فدنت من أخیها، و قالت: یا أخی! أما تسمع هذه الأصوات؟ قد اقترب العدو [11] .


[1] الارشاد: 89 - 86 / 2، عنه البحار: 391 - 389 / 44، مع اختلاف يسير في الألفاظ.

[2] في المصدر: لواقف.

[3] تظلم الزهراء عليهاالسلام: 174.

[4] في المصدر: عظيم.

[5] الدمعة الساكبة: 4 / 266 و 267.

[6] لا يخفي أن ام البنين عليهاالسلام ام العباس عليه السلام و اخوانه؛ كانت من قبيلة كلاب؛ و شمر بن ذي الجوشن لعنه الله أيضا كلابي، و لذا لعنه الله أخذ من ابن زياد لعنه الله أمانا لهم و خاطب بهذا الخطاب.

[7] في الارشاد: فقالت له الفتية، و في البحار: فقال له الفئة.

[8] الارشاد: 89 / 2، عنه البحار: 391 / 44.

[9] في اللهوف: الحسين بن فاطمة عليهماالسلام.

[10] اللهوف: 150.

[11] في الارشاد و البحار: قد اقتربت.